عندما يتعلم الكود البكاء

كنت أظن أن الألعاب مجرد أكواد تدور في حلقات—مولدات أرقام عشوائية تُخرِّج الفوز كنَفَس القدر. لكن بعد سنوات من البرمجة وحدي في شقة شيكاغو، مع همس الومضات العابرة عند الثالثة فجرًا، بدأت أراها بغير: الرموز ليست رسومًا—بل شظايا ذاكرة: الوحوش التي تخيط لحظات كإيماء راقص؛ المبعثرات التي تُبدِّد الضوء كنجوم تسقط عبر سقف مخمل. الجاكبوت ليس جائزة—بل توقف. سكوت بعد آخر دورة، حين تسأل إن كان أحد آخر قد شعر بذلك. نشأت في مجتمعٍ حيث كانت القصص تُروى بمفاتٍ صغيرة—حيث الخسارة لم تكن نهائية، بل مطوية في طقس. كانت أمي تغني ألحًا يابانيًا وهي تشاهد آلات قديمة في أوساكا؛ أبي غادر قبل الفجر، يطارد شيئًا لم يستطع تسميته. لم نملك المال—لكننا امتلكنا الإيقاع. RTP ليست رقمًا—بل دعوة للحضور. التقلب العالي؟ ليس خطرًا—بل إيقاع الحزن الذي ينتظر أن يُحسَّ. التقلب المنخفض؟ هو صبر—الذي تتعلمه حين تتوقف عن مطاردة الفوز وترى الضوء يتلأل كنفس. لم أعد أكثر اللعب من أجل الربح. أنا ألعب من أجل السكوت بين الدورانات—اللحظة التي يتوقف فيها إصبعك على “دوران” وتتذكر جدتك وهي تنغِم لحنًا قديمًا بينما تمطر النافذة. لا تنضم إليّ من أجل النصائح أو الخدع—بل لهذا: غدًّا الليل، افتح شاشتك واسأل نفسك: ما الذي جعلتك تحسّ هذا الأخير؟ ليس كل من يفوز هو بطل. بعض الذين يجلسون ساكتين… هم شعراء.